حدث بالفعل
الواقع هو ذلك الشئ الذى يقابلك كيفما شاء ، وان كنت لا تريده فهو مجبر عليك ..." مؤخراً بدأت اؤمن بأن القدر والواقع مرادفيين للحياة وان الحياة تحوى ثلاث جمل سبحان الله ..، والحمد لله ...، والله اكبر ... تلك الجمل الثلاثه ظهروا فى ثلاثة قصص قد تكون بالنسبة لك صغيرة وقد تمر امامك مرار الكرام ولن تنتبه إلى ان القدر والواقع يعيشان بداخلها وايضا ..حكمت الخالق
********************
كان يسير وسط زحام السيارات غير عابئ بتدافعهم فى هذا الوقت من الزروه ، زروة النهار ، زروة آخر ايام الاسبوع وايضا شهر الصوم الا انه كان يتمتع بإستخفاف الشباب وهوجتهم الحمقاء احياناً الا ان نفس الهوجة كانت تتحرك بشئ من السرعة الاكبر ومع صوت ازيز الإطار وهو يحتك بأسفلت ملتهب وفرملة قوة ..وتجمع المارة ...و" الحمد لله " ، صار الجميع يردد كلمات الحمد للقدر ونهض الشاب يسُب ويلعن ويتبادل الشجار مع صاحب السيارة ، الا ان الامر انتهى بعد ان جلس الشاب على سريره يتذكر ذلك المشهد من فيلم ما .....وكان آخر ما
تذكر
********************
إذا ماكشف لك جسده ستجد الالاف الجروح والندبات القديمه التى توحى بأن هذا الجسد قد لاقى الكثير ، فالحروب التى خاضها والتنظيم السرى الذى كان يتزعمه جعلت من حلقات الموت وصدف الحياة فى تباين فالموت كان اقرب له من الحياة ، رفض الزواج حتى لا ييتم ابنائه او يترك زوجة ارملة لم يتعدى سنها العشرين ، ظل خلال الثمانين عاماً الماضيه يتذكر تلك الايام ، يتذكر غباءه وحماقته واندفاع الشباب يتذكر ايضا وحدته ...الآن لا يجد من ينجده بدواء ما او يساعده بعد ان تعدى التسعين عاما ...بعد كل ما جلى فى ذهنه بعد كل تلك الصراعات والجوالات المميته ، اسلم امره لله هادئاً مطمئناً على سريره ، تبادل الجيران تلك الكلمات وهم يقولوا " سبحان الله "
**********************
" الله اكبر " ..ظل يكبر فى فرح شديد عندما ترآئت له الكعبة المشرفه فدوماً ما تمنى ان يراها بعينه ان يزور المسجد الحرام ويؤدى فريضة الحج لكن قلة المال والاحتياج كانوا سداً منيعاً بين ان يحقق امنيته ظل طوال حياته يتمنى ويحاول لكن تربية الابناء اخذ كل ما فى الإمكان ، الا ان اليوم هو يحقق امنيته بعد ان كبر ابنائه وحاولوا ان يوفوا بجزء من حق ، وكان يوم اللقى يوم ان دوى صوته فى التهليل والتكبير يوم ان امسك بستار الكعبة يكبر ويبكى ، كان نور غريب يسطع من وجهه يبهى طلته وكأنه صغر فى عمره اكثر من عشرين عاماً، باسماًَ ..ضاحكاً ..يسلم وجهه لربه الكريم ، مات على ستار الكعبة بعد ان قال " الله اكبر "
*********************
تلك القصص من حياة فى هذة الدنيا كان فى القدر والواقع بأمر الخالق ، فإن من نظر للواقع بين يديه كمن يرى السراب على الطريق الخالى ..وكمن شرب الفراغ على انه ماء الحياة ان القدر والواقع تلازما ...فقد صنعا الحياة والنهاية الحتميه هى حقيقة الحياة